حقيقة البعد
البُعد لا يكون بُعد مسافات فقط بل ربما تكون قريبًا من أحدهم مكانًا بعيدًا عنه مكانة.
البُعد قد يكون في الأفكار. قد يكون في الإهتمامات. قد يكون في التعاون. وقد يكون في العديد من الأشياء التي تحتاجها وهي بعيدة المنال عنك.
أن نألف البعد؛ أمر خطير
إن الإنسان إذا أَلِفَ البُعد؛ استساغ مذاقه، خاصةً إذا ما كان له استعداد لذلك.
لا علاقة لذلك بالحب.
فكلما زاد البعد، ومر عليه الوقت، وتكرر على مر الزمن؛ شغل المرء وقته بأشياء أخرى يفعلها.
ومع تكرارها كل يوم؛ صارت جزءًا منه، وأصبح تغييرها يحتاج إلى وقت وجهد.
لا أتكلم بذلك عن الزيارات التي تستمر لبعض السويعات، أو حتى بعض الأيام، لأنها ليست دائمة وهي تفضي سعادة على من نحبهم.
بل أعني بكلامي الحياة العادية.
أفراد الأسرة فيما بينهم إذا تعودوا على عدم وجود أحدهم؛ سيصعب عليهم التأقلم على وجوده فيما بعد.
أيضًا لا أعني بذلك فرد تعودوا في الأصل على وجوده بينهم ثم صار بعيدًا.
أنا أتكلم على من صار بعيدًا قبل أن يصير جزءًا من يوم أحدهم. صار بعيدًا قبل أن تكون له علامة في اليوم. صار بعيدا قبل أن يتعودوا على وجوده أصلا.
ما يترتب على البعد
أَأُخبركم أمرا؟!
بعد أن صار بعيدًا؛ صار غريبًا.
عندما يتواجد في وقت لم يألفوا وجوده فيه؛ صار ضيفًا، بل وربما يكون ضيفًا ثقيلًا لأنه يعيق سير اليوم بشكل عادي.
هذا لا يعني إطلاقًا أنهم لم يحبوا وجوده معهم لبعض الوقت. لا، لربما يتمنون أن يقضوا معه أكبر وقت ممكن، ولكن ليس في هذه اللحظات. لأن لديهم في هذا الوقت أشياء أخرى تعودوا على فعلها.
هل وصلت الفكرة؟! أتمنى أن تكون قد وصلت!
فحذاري أن تفرض على نفسك أن تكون بعيدًا بملء إرادتك مهما كانت الأسباب.
فلا شئ أهم من دفء أسرةٍ كل فردٍ فيها له أثر، له مكان في اليوم لا يكتمل اليوم بدونه، يُكمل بعضهم بعضًا ويساند بعضهم بعضًا.
الخلاصة
دمتم قريبين من بعضكم، دمتم صادقين في وُدّكم، دمتم متعاونين فيما بينكم ، دمتم مخلصين في حبكم.