ما الفرق بين الحُلمُ والرُّؤيا ؟
وهل كل الأحلام لها تأويل ؟
فريق من الناس يؤمنون بكل ما يرونه فى نومهم ، وينتظرون إشراق الصباح ليبحثوا عن مُعبِرٍ للرؤيا
وفريقٌ لا يؤمن بهذا الأمر إطلاقاً ويرى أنها خرافات.
ونحن بين هذا وذاك نحاول أن نضع الأمور فى نصابها …
ما يراهُ النائمُ أثناء نومهِ ينقسم إلى ثلاثة أشياء .
١- الرؤيا :
وهيَ بشرى من الله تعالى للصالحين أو إنذار من شئ مكروه أو تذكير فى غفلة أو إرشاد إلى أمر فيه حيرة
والرؤيا قد تحدث لبعض الفاسقين والكفار ، كما حدث لملكِ مصرَ حين رأى رؤيا صادقة وعبر له يوسف عليها السلام عن تأويلها ، لحكمة من الله ، حتى يخرجَ يوسف من السجن ويكون عزيزاً على خزائن الأرض ، ويلتقى بإخوته … إلخ ولكن هذا نادراً ما يحدث
لأن صدق الرؤيا يتوقف على صدق الرائى لقولهِ صلى الله عليه وسلم :
《إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ، رُؤْيا المُؤْمِنِ ورُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ وما كانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فإنَّه لا يَكْذِبُ》 الراوى – أبو هريرة – صحيح البخاري
ماذا يفعل من رأى رؤيا صادقة ؟
يستبشر بها 🥰 ويحمد الله ولا يحدثُ بها إلا من يحب
٢ – الحلم :
وهو ما يراهُ النائم من أمور تُصيبه بالخوف والفزع والهلع
كأن يرى ثعباناً أو وحشاً يُريد أن يفترسهُ أو عدواً يريد قتله أو يرى نفسه يسقط من شاهق … فهذا يكون من تخويف الشيطان لِيصيب الإنسان بالحزن ولا شك أن الشيطان عدو الإنسان 《… إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا (53)》 سورة الإسراء
وهذا الحلم يراه المؤمن وغير المؤمن وبقدر بعد العبد عن الله يتمكن الشيطان منه فى نومه ويقظته ،
وبقدر قربه من الله يكون فى حرزٍ من الشيطان فى نومه ويقظته أيضاً ، وبذلك يكون المؤمن أقل عرضة للأحلام من غير المؤمن ، أو العاصى كثير الغفلة عن الطاعة . لقولهِ تعالى :
《إنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100) 》 سورة النحل
إذا رأيتُ حلماً ماذا أفعل ؟
إستعذ بالله من شرهِ ومن الشيطان ، إتفُل عن يسارك ثلاثاً ، غير جنبك الذى تنام عليه ، حافظ على أذكار النوم فإنه لن يضرك شئ ولا تحدث به أحداً لقول النّبي صلى الله عليه وسلم :
《إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس》
رواه مسلم
٣- حديثُ النفس :
وهو ما يشغلُ بال الإنسان فى يقظته ويفكر فيه كثيراً فيعيدُ عقلهُ الباطن إسترجاع هذه الأفكار أثناء النوم وهذه أضغاث الأحلام
ملاحظة :
لا تُحدث بما تراهُ فى منامك إلا من تعلم أنه خبير بتأويل الأحلام طيبُ القلب ثالحُ العمل ، لبيب فإن كان خيراً بشركَ وإن كان شراً حذرك
نصيحة :
لا تقاطع أحداً ، ولا تخاصم أحداً ، ولا تؤذى أحداً ، من أجل رؤيا رئيتها فى منامك فالأحلام لا يُبنى علي عمل ،
ولا تذهب إلى مُعبر يقول لك 《عدوك من أهل بيتك … 》