بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
احمد الله واصلي وأسلم علي خير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،
واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرؤوف الرحيم ،
وان محمد عبده ورسوله الداعي الي صراط مستقيم ،
والداعي الي دين قويم ،
يقول الله تبارك وتعالي 🙁
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
) سورة الذاريات .
ومن هذه الايه الكريمه ندرك أننا خلقنا للعبادة فحق علينا ان نعتني بما خلقنا من أجله ،
وألا ننشغل بغير الهدف والمقصود من الحياة بغيرة من الفتن و الملهيات ،
بحيث أن تكون حياتنا علي هذا المقصد ؛دراستنا عملنا استيقاظنا نومنا لعبنا زواجنا اي شيئ علي هذا المقصد وهذا الطريق لكي نعيش حياة كريمة نرضي بها ونُرضيَ الله تعالي بها ،
فلهذا كان لعاقل في هذه الدنيا من سار علي هذا النهج ،
ولم يفتن بالدنيا
يقول الله تعالي (
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)
) سورة يونس .
فيجب للإنسان عندما ينظر إلي الدنيا يعلم أنها ليست دار خلود وحياة دائمة إنما هي فترة واختبار وامتحان ،
والهدف منها الحصول علي الخلاص في الآخرة والجنة والثواب ،
فعندما نعلم أننا غير باقين فيها نعلم ونعمل من أجل أن نتحصل علي ما هو باقي وما نحن نعمل من أجله الجنه ونعيمها و ما فيها من خيرات لا توصف ،
ولقد أحسن الامام الشافعي عندما قال :
(
إِنَّ لِلَّهِ عِباداً فُطَنا
تَرَكوا الدُنيا وَخافوا الفِتَنا
نَظَروا فيها فَلَمّا عَلِموا
أَنَّها لَيسَت لِحَيٍّ وَطَنا
جَعَلوها لُجَّةً وَاِتَّخَذوا
صالِحَ الأَعمالِ فيها سُفُنا
)
فإذا كانت هذه الدنيا الفانيه ، وهذا هو ما خلقنا من أجله
فحق علي كل ذي عقل و مكلف أن يذهب مذهب الاخيار ،
وان يسلك مسلك اولي العقول والابصار ،
واصوب طريق لذلك وارشد ما يسلك من المسالك ،
هدي النبي صلي الله عليه وسلم ؛ سيد الأولين و الآخرين
صلوات الله وسلامه عليه وعلي سائر النبيين ،
يقول الله تعالي :
(وما ارسلنلك إلا رحمة للعالمين )
الطريق الذي لا يخيب والذي يحقق المقصد بما يحبه الله ويرضي، وبه الرحمه واليسر واللين والسماحة والاخوه والتعاون ،
يقول الله تعالى (
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
)
وعن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال (والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه )
وأنه قال (من دعا اي هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا )
هذا هو مقصد الحياة السليمة احبابي في الله ،
و الله أعلم،،