حين تذكر الناقة يذكر معها قصة سيدنا صالح عليه السلام حيث أرسل الله سيدنا صالح إلى قوم ثمود الذين أنعم الله عليهم بنعم كثيرة من انهار، وزرع مختلف الوانه، وغنى، وقوة في أبدانهم.
الرسالة والتحدي
وحال سيدنا صالح كحال جميع الرسل حيث أمرهم بعبادة الله الواحد وأن يتركوا عبادة الأصنام.
ولكن قله قليله اطاعت سيدنا صالح. و أما البقية عاندوا وتكبروا وقالوا لسيدنا صالح إنما أنت رجل مثلنا فكيف تكون نبي من عند الله!
ثم قالوا ائتنا بمعجزة من عند ربك. ولقد اختاروا تلك المعجزة. فبما أنهم كانوا ينحتون من الجبال بيوتا؛ فقالوا لسيدنا صالح تعجيزا له: أخرج لنا من هذه الصخرة ناقة.
فطلب سيدنا صالح من الله ان يعطيه تلك المعجزة حتى يؤمنوا.
ولذلك عبر الله سبحانه وتعالى بقوله ناقة الله، لأنها ليست ناقة عادية، ولكن هي معجزة من عند الله.
المعجزة والشرط
و لم تقف المعجزة عند إخراج الناقة من الصخرة وانتهى الأمر. بل وكانت ناقة حامل. ولقد كانت هذه الناقة تدر لبن يشرب منه أهل القرية جميعا.
واشترط عليهم أن لها شرب في يوم لا يشاركها فيها أحد منهم ولا من حيواناتهم. ولهم شرب هي لا تشاركهم فيه. وأمرهم أن لا يمسوها بسوء وإلا سيحل عليهم عذاب عظيم.
وقال لهم هذا لأنه أحس منهم الخيانة والتآمر. وقد كان.
نقض العهد والعذاب
تآمر أهل القرية الكافرين على تلك الناقة، وعلى سيدنا صالح.
وقالوا نقتل الناقة ونقتل صالح.
فقام اشقى القوم وهم على قتل الناقة. وبالفعل قتلها.
ولقد حذر سيدنا صالح قومه من المساس بالناقة وعدم عصيان أمر الله؛ ولكنهم عصوا أمر رسولهم وأمر ربهم.
فنزل عليهم أشد العذاب من الله على الكافرين منهم بعد أن دعاهم سيدنا صالح مرارا وتكرارا.
وكما ذكرنا أنه جاء إليهم بالناقة التي طلبوها، ولكن هذا هو حال المتعنتين والكافرين جميعا حتى لو اتى لهم بكل ما طلبوه ما كانوا ليؤمنوا به.
فوائد
ولعل لنا في قصة سيدنا صالح عبر، منها:
- بأن حال قوم ثمود حال غيرهم من الأمم وهو الكفر والإصرار والعناد. وايضا يكون عاقبتهم عذاب الله الشديد. فيجب أن يتنبه كفار هذا الزمان، وأن يتعظوا ويخشوا عذاب الله، ويعلموا حال هذه الأمم بأن عذبهم الله في الحياة الدنيا، وأنهم وإن لم يعذبوا في الدنيا فعذاب الله أشد في الآخرة. وعلى الرغم أن قبل قوم ثمود أمم كفرت وكذبت؛ ولكن قوم ثمود لم يتعظوا ويأخذوا عبرة بمن قبلهم.
- وايضا ، علينا أن نتذكر نعم الله علينا ولا ننساها كما نسي قوم ثمود نعم الله. فلقد وهبهم الله جل النعم؛ ولكنهم كفروا بتلك النعم.
- ولنأخذ في اعتبارنا أيضا عموم دعوة الرسل لرد كلام الملحدين والمشككين في وجود الله ووجود الرسل. حيث أن جميع الرسل كانت دعوتهم عبادة الله وحده، وترك ما يعبدون من دون الله. وهذا ما جاء به رسولنا الكريم وأقر بذلك في ديننا الحنيف.
- وعلينا أيضا أن نتذكر أن نعم الله كلها ستكون شاهدة علينا. فإن ناقة صالح ستشهد عليهم وعلى كفرهم وعصيانهم. وايضا نحن؛ كل نعم الله ستكون شاهدة علينا.
الخلاصة
نسال الله ان تكون نعمه شاهدة علينا في كل الخير. و أن نستخدم النعم التي نطلبها منه في طاعته. ولا نستعين بنعم الله على عصيانه سبحانه.