إذا كان لديك إبن و بنت .. محمد و مريم – على سبيل المثال – ؛ أيهما تحب أن تكون كنيتك ؟
أبو/أم محمد … أم … أبو/أم مريم
الكنية :
اسم الشخص الذى يبدأ بأب أو أم أو ابن ، ولا يُشترط للمُكنى أن يكون له أولاد ، فالكُنيَة شرف وفخر كان العرب وما زالوا يُحبون الكنى .
إذن ماذا حدث ؟
ولأن الأمر بدأ قديماً فقد أخذ معه بعض عادات الجاهلية التى تعبر عن تفضيل الذكور عن الإناث ، والشعور بالخجل والخزي والعار ، أن يُنادى باسم ابنته ؛ وربما كان سعيداً جداً وفخوراً حين يناديه الناس باسم ابنته قبل أن يهبه الله الولد .
ولكن لما جاء الولد أصبح يغضبُ من كنيتهِ الأولى أبو فلانة.
لماذا نُكنى باسم الولد إذا كان هو الأكبر ، ولا نكني باسم البنت إذا كانت هيَ الأكبر ؟
هل لأن اسم البنت عورة ؟
هل لأنّه يُذكِّرهُ بأنه أنجب بنتاً وهو لا يُحبُ البنات ؟
هل يشعرُ بالحرج أن يُنادى باسم ابنته بين الرجال ؟
هل يكرهُ أن يقترن اسمهُ باسم أنثى حتى ولو كانت فلذة كبده ؟
الغريب أن تُلاحظ فى بعض البلاد فى بطاقة الدعوة للعُرس مكتوب إسم العريس وإسم العروس غير مكتوب … فتفهم أن هذا من باب الستر والحياء والحفاظ على البنت ؛ ؛ ولكن حينما تذهب إلى العُرس ( الفرح ) ترى البنت ترقص وتتمايل يميناً وشمالاً ، وشعرها مكشوف ونصف ظهرها … !!!!
هل استحيينا من اسمها ولم نستحى مما تفعل ؟
إبتك التى تنكرت من اسمها واخترت أن يُكنيك الناس بأصغر من أنجبت لكونه ولد ؛؛ من المؤكد أن زملائها فى الصف ( المدرسة ) وكل الناس من حولك يعلمون اسمها وينادونها به .
هل تعلم أن هناك أسماء يُسمى بها الرجال والنساء مثل ( رضا ، شمس ، بدر ، براء ، إحسان ، وسام ) ويفخر بها المُسمّى ذكراً كان أو أنثى !!!
هل تعلم أن نبيَ الله عيسى عليه الصلاة والسلام اسمهُ ” عيسى ابنُ مريم “
هل تعلم أن النبيَ صلى الله عليه وسلم كان يذكُرُ اسماء بناته وأزواجه ولما سُئل 《” يا رسولَ اللَّهِ ! مَن أحبُّ النَّاسِ إليكَ ؟ قالَ : عائشَةُ “…》
صحيح الترمذي
ولما كان النبيُ يسير فى الطريق مع إحدى زوجاته ، فلقيهُ رجلان من الأنصار، فأسرعا ؛ قَالَ لهما النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : ” تَعَالَيَا إنَّهَا صَفِيَّةُ بنْتُ حُيَيٍّ “
صفية أم المؤمنين – صحيح البخاري
ولما أتاهُ رجلٌ فكلَّمه فجعل ترعَدُ فرائصُه فقال له ” هَوِّنْ عليك فإني لستُ بملِكٍ إنما أنا ابنُ امرأةٍ تأكلُ القديدَ “
أبو مسعود عقبة بن عمرو – سنن ابن ماجه
وهل تعلم أن الله عز وجل لما تحدث عن الإنجاب سماهُ هِبَةً ولم يجعل للرجلِ ولا للمرأةِ دخلٌ فيهِ ، وقدمَ الأنثى على الذكر ، لِيُعَالِجَ المرضَ الذى أصاب الناس ، من حبِ الولد وبُغض البنت ؟
فقال تعالى :
《”…يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ “》
(49)سورة الشورى
هل تعلم أن من الصحابة من يُكنى بأبي فلانة مثل :
عثمان بن عفان رضي اللّه عنه له ثلاث كُنى إحداهنّ أبو ليلى، ومنهم أبو الدرداء ، ومنهم أبو ليلى والد عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومنهم أبو أُمامة ، و أبو رَيْحانة، وأبو رَمْثة، وأبو رِيْمة، وأبو عَمْرة بشير بن عمرو، وأبو فاطمة الليثي، وأبو مريم الأزدي، وأبو رُقَيَّة تميم الداري… وغيرهم
وهل تعلم أيضاً أنه لا مانع شرعاً ، أن يُكنى الرجل أبو فلانة والمرأة أم فلانة ؟
لا شك أن كل أب له بنت يتمنى أن تكون طبيبة مشهورة وأن يُعلق لافتة كبيرة مكتوبٌ عليها ” الدكتورة … ” ويفخر بإضافة اسمه إلى إسمها !!!
الخلاصة :
ليس عيباً أن تُكنى باسم الولد أو البنت ، ولكن العيب أن تشعر بالخجل كونك أنجبت بنتاً .
العيبُ أن تحرمها حقها فى التربية الحسنة ، ألّا تعلمها أن تستر نفسها وترضى ربها وتطيع زوجها وتحافظ على أركان دينها.