في وسط هذه الموجات المتقلبة من الهويات المختلفة القديمة والجديدة، أصبح من المسلمين من هو متخبط لا يعرف هويته، لا يعرف ما معنى مسلم إلا بالوراثة أو القومية دون تنفيذ حقيقي على أرض الواقع…
هذه تذكرة بسيطة عن معنى كوني مسلما…
أنا المسلم / ــة
أنا من يكظم الغيظ ويعفو؛
لأنى تعلمتُ من كتاب ربّي ، أنّ الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس جزاؤهم مغفرةٌ من ربّهم وجناتٌ تجري من تحتها الأنهار …
أنا المسلم / ــة
قويٌ بإيماني وثقتي بربي،
قوتى لا أُعبر عنها بصوتيَ العال ، أو كلماتي البذيئة، أو التهكم والإعتداء على الأخرين،
ولكن أعبر عن قوتي بأن أملك نفسي عند الغضب؛
لأني تعلمت من قدوتي ومثلي الأعلى صلى الله عليه وسلم : أن الشديد من يملك نفسه عند الغضب …
حتى وإن رآني بعض أقراني خجولاً فلا أبالى، لأنى أُعامل ربي…
أنا المسلم / ــة
أكتُم السرّ، وأفِى بالعهد ، وءُأدي الأمانة إلى أهلها؛
لأن ربي أمرني بالوفاء بالعهد، وأداء الأمانة،
ولأن نبيي علمني أن إفشاء الأسرار، والفجور فى الخصومة، والمعايرة بالمعروف، والكذب فى الحديث، وإخلاف الوعد من صفات المنافقين…
أنا المسلم / ــة
لا أتخذ قرارً أندم عليه، ولا أقول كلاماً اضطر للاعتذار منه،
أُفكر في الأمور جيداً ولا أتسرع في الحكم، وأنتقي أطيب الكلام كما أنتقي أطيب الطعام .
وإن أخطأتُ دون قصدٍ لا أتكبر عن الإعتذار…
أنا المسلم / ــة
إن أخطأ أحدهم في حقي أو أساء إليّ، فأنا مخير بين:
أن أرد الإساءة بمثلها حصرا لا أزيد عليا شبرا حتى لا أكون ظالما…
أو
أعفو وأصفح ولا أقابل السيئة بمثلها، ولكن باللتي هي أحسن،
يحكم في ذلك طبيعة الموقف وحكمة التصرف، فليس كل المواقف من الحكمة فيها الرد وليس كل المواقف من الحكمة فيها العفو…
هكذا تعلمت من كتاب ربي وأنتظر الثواب منه سبحانه…
ولكني بشر قد يضيقُ صدري كما ضاق صدر النبي صلى الله عليه وسلم بأذى المشركين…
قد أهجُرُ المكان الذي يُعكر صفوي، وأهجر المجلس الذي يُثيرُ غضبي، وأُجانبُ الشخص الذي لا يُحسن فهمي،
لكن هجر بدن وليس هجر قلب… فقلبي يسع الجميع…
وإن اعتذر إليّ من أساء؛ لا أتردد لحظة فى قبول اعتذاره، وأرجو بذلك عفو ربي عني…
ولكنى لا أمنحه فرصةً أخرى للإساءة، لأني تعلمت من نبيي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا يُلدغ من جُحرٍ مرتين، وأن المؤمن فطنٌ ذكي…
أنا المسلم / ــة
أساعد الناس ما استطعت، من عرفتُ منهم، ومن لم أعرف، وأسعدُ بذلك، ولا انتظر منهم جزاءً ولا شكورا،
لأني تعلمت من نبيي صلى الله عليه وسلم أن السعي في قضاء حوائج الناس أفضل من الإعتكاف فى مسجده شهرا، وأن خير الناس أنفعهم للناس.
أنا المسلم / ــة
استحيي أن أتكلم بالعيب، أو أن أفعل الفحش،
لأني تعلمت من ديني أن الحياء شعبة من شعب الإيمان،
ولأن نبيي كان أشجع الناس فى الحق، وكان أشدهم حياءً،
لم يجهل على الجهلاء ، ولكنه كان يعاملهم بحسن أخلاقه، وطِيب معدنه…
عفا عن أهل مكة بعد أن مكنه الله منهم،
وابتسم فى وجه الأعرابي الذي أمسك بردائه وهو يمشي مع أصحابه حتى بانت صفحة كتفه …. بل وأمر له بعطاء…
وعفا عن الأعرابي الذي بال في مسجده وقال لا تقطعوا عليه بولته…
ولأني مسلم، أفهم الفرق بين الحياء المحمود، والخجل المذموم…
فالخجل هو الذى يمنع صاحبه من فعل الخير أو يحمله على فعل الشر، أو يمنعه عن أداء واجب، أو كتم شهادة…
أما الحياء فكله خير…
أنا المسلم / ــة
أُحسنُ إلى جميع الناس، وأحب كل الناس، وأتعامل مع كل الناس، ولكني لا أُجامل أحداً على حساب ديني،
أكره الأفعال الدنيئة، والأقوال الخبيثة… ولا أكره أصحابها،
بل أتمنى الخير للجميع…
أنا المسلم / ــة
لا أصاحب إلا أصحاب الأخلاق الرفيعة، ولا أجالس إلا أصحاب العشرة الطيبة، ولا أتأثر بالأخسرين أعمالاً،
ولكن أحاول أن أترك فيهم أثراً طيبا،
وأسعى دائماً لأترك بصمةً طيبةً من دينى في كل مكان وفي نفوس كل من أتعامل معهم…
أنا المسلم / ــة
أُحسن معاملة زوجتي/ زوجي وأُعينها في عملها، وأرفق بها، وأحفظها، وأحافظ عليها كما أحفظ قطعة الماس…
وأعينها على أمور دينها، أتابع ثيابها وحجابها لأني سوف أُسأل عني وعنها…
أنا المسلم / ــة
أحسن تربية أبنائي، ولا أفرق بينهم في المعاملة، ولا أُقصر في تعليمهم القيم النبيلة، والصفات الحميدة،
وأحرص على تنشئتهم على تعاليم الإسلام، لأنه الدين الذي ارتضاه الله للناس، والذي لا يقبل غيره،
وأعلم أن مسؤليتي تجاه ابنائي ليس مجرد توفير الطعام والشراب، ولكن مسؤليتي أن أقدمهم للمجتمع رجلاً صالحا وأماً صالحة،
لأن ديني علمني أنني راعٕ في بيتي ومسؤلٌ عن رعيتي، وزوجتي وأولادي هم رعيتي…