الانضباط أو الإلتزام هي مصطلحات تهدف لإيجاد راحة نريدها ناتجة عن هذا الفعل.
فنحن لا نختلف في أن الإنضباط الذاتي مهم في حياة كل منا لزيادة الإنتاجية، وهو سر من أسرار النجاح.
فالناجحون هم الذين لديهم القدرة على ضبط النفس.
وكما قال القائل: الأحلام هي التي تجعلك تبدأ والإنضباط هو الذي يجعلك تستمر.
وقال آخر: الانضباط هو القيام بالأشياء التي تعلم أنه يجب عليك القيام بها حتى ولو كنت لا ترغب في القيام بها.
الانضباط الذاتي يشمل القدرة على ضبط النفس، والتحكم في الانفعالات والمشاعر والتصرفات في جميع الأوقات وتحت كل الظروف.
احترام الذات
إذا سألك مديرك أن تقوم بهمة ما.
فإنك ستقوم بها حتى ولو كنت لا تحب هذه المهمة، بل حتى ولو كنت لا تحبه هو شخصيا.
لكن حينما تسألك نفسك أن تقوم بمهمة ما فيها إفادة لك؛ فإنك تتقاعص وتؤجل مع أنك تعلم أن هذه المهمة مفيدة لك، ومع أنك أيضا تحب نفسك.
يا ترى لماذا هذه الإزدواجية في المعايير؟!
الجواب بكل قسوة هو: لأنك ببساطة لا تعطي نفسك نفس درجة القيمة التي تعطيها لمديرك.
فكيف تطلب من غيرك أن يعطيك هذه القيمة؟!
كيف تريد من الناس أن يعطوك قيمة وأنت نفسك لا تعطي نفسك هذه القيمة؟!
إذا كان إعطاء نفسك قيمة أمر صعب بالنسبة لك؛ فهو أصعب بالنسبة لغيرك!
خطوات الانضباط الذاتي:
الانظباط الذاتي ليس مجرد مهارة تأتي ذاتيا، لكنها تكون مهارة قابلة للتدرب عليها والتميز فيها والإتقان لها.
هذه بعض الخطوات التي تساعد في تحقيق الإنضباط الذاتي:
التغذية السليمة:
وإن كان موضوع التغذية هذا يجب أن ينفرد بمقال خاص ولكن يمكننا أن نجمل القول في أن العقل السليم في الجسم السليم.
فكلما كان الجسم سليما هنا انصرف العقل من الانشغال بالمشاكل التي يعاني منها الجسم إلى مشاكل ومتطلبات أخرى تزيد من الانتاجية وتحقق المراد.
الوضوح:
فإدراك المهام والأهداف التي تتطلع للوصول إليها، وترتيب الأولويات؛ يجعل الخطوات الازمة واضحة.
فما فائدة التخطيط لهدف وهمي أو مهمة غير معرفة!
والوضوح في صياغة الهدف مهم جدًا في تحقيقه. فعليك أن تضع هدف واضح عام وبعده تفصيل لهذا الهدف العام.
فمثلا؛
الهدف العام لكل ربة منزل هو: ترتيب وتنظيم الوقت.
والتفصيل لهذا الهدف: تنظيم كل غرفة وكنسها ومسحها.
هذه الأهداف الصغيرة المجزئة تعطي إحساس بالنجاح وحماس للإكمال. فإذا أصيب المرء أثناء تحقيق هدفه بتعب أو ملل وراجع ما تم إنجازه؛ فإن الأهداف الصغيرة المجزأة تكون وسيلة لشعوره بأنه أنجز بعض المهام فيتشجع لإتمام الباقي.
وكذلك الوضوح مهم في حل المشاكل والعقبات التي تواجهك. فمعرفة المشكلة هو الطريق الأول لحلها. وإلا فكيف ستفكر في حل لمشكلة وأنت لا تعترف بأن هناك مشكلة من الأساس!
إدارة وتنظيم الوقت:
فالقاعدة تقول :”كل دقيقة تقضيها في التخطيط توفر عليك عشر دقائق في التنفيذ”.
وكل منا أدرى بوقته وهو أحق بأن ينظم وقته بالطريقة التي يراها مناسبة طبقًا لظروفه.
وأهم شئ في التخطيط هو وضع حد أدني وحد أقصى للمهام التي يريد إنجازها.
فإن كانت عنده حماسة؛ ينجز الحد الأقصى، وإن أصابه فتور؛ لا يقل عن الحد الأدنى.
الإصرار على تحقيق المراد:
تحديد الدوافع أحد الأسباب التي تنمي الإصرار وتقويه.
فالإصرار هو أحد المحفزات للوصول فطريق النجاح ليس ممهدًا، بل أنت الذي تمهد هذا الطريق وتسيرعليه مستخدما الإصرار والدوافع.
التعلم المستمر:
فالمعرفة مجال واسع. والمعلومات التي تحصل عليها ستكون يوما ما سببا في إتمام أحد مهامك.
والتعلم له وسائل كثيرة ومتعددة، منها: البحث والقراءة والإطلاع.
فنحن أمة إقرأ. فالقراءة تعمل على توسيع المدارك.
لذا عليك أن تخصص وقت للقراءة يوميا.
فإذا خصصت للقراءة في مجال معين٣٠ دقيقة أو ٦٠دقيقة وهو ما يعادل كتاب أسبوعيّا، وهذا يعني حسابيًا ٥٠ كتابًا في السنة؛ هذا يؤهلك بأن تكون خبيرًا في هذا المجال.
وكذلك يكون التعلم بالبحث والسؤال وطلب خبرة من هم أهل للتخصص.
المرونة:
أحيانا قد لا يستطيع المرء أن ينجز كل ما يريد في الوقت الذي حدده بسبب ظروف خارجة عن إرادته.
فعليه في هذه الحالة أن يتحلى بالمرونة، ويحاول أن يدرك ما فاته باستخدام الخطة البديلة.
والمرونة كذلك يجب أن تكون في التعلم من الأخطاء حتى لا نقع في نفس الأخطاء اكثر من مرة.
الخلاصة:
الشخص المنضبط ذاتياً هو مدير نفسه وليس بحاجة إلى أي رقابة أو إشراف على عمله.
لديه دوافع قويه لإتمام عمله. ويقوم بعمل تقييم دوري لنفسه لتقييم الأداء، ومدى التقدّم نحو تحقيق الأهداف، ونقاط القوة والضعف، وما يستلزم ذلك من إجراءات محسّنة ومطورة للأداء.
رزقكم الله الانضباط الذاتي ،ووفقكم في كل ما سبق وما هو آت.
