صداقة واقعية
حدث بالفعل معى ايام الشباب كنا مجموعة من الأصدقاء نقضي اغلب الاوقات معا فى الدراسة وفى اللعب وفي اللهو وفي المناسبات العائلية الافراح والاحزان وفي السفر وفي التنقل وفى الرحلات …..الخ
فكنا نتبادل الاراء وينصح كل واحد منا الاخرين وكنا نوبخ الذى يخطئ او يتعدى على الآخرين من تصرفات غير جدية أو تسيء الى مجموعتنا. وغالبا ما كان يستجيب ويعود إلى صوابه.
مرحلة التحول
تمر الايام والشهور والسنين ووصلنا الى الجامعة واغلبنا فى نفس الجامعة والقليل منا فى نفس الكلية. تفرقنا فى السكن ولكن كنا نتقابل مع بعض إما في المحاضرات أو فى فناء الكلية. وكثيرا كنا نتقابل فى أماكن السكن، مرة عندنا ومره عندهم …الخ
كان احد اصدقائنا مدخن جديد فى التدخين فكنا ننصحه وننهره ولكن دون جدوى لأن والده كان متوفى حديثا ويعتقد أن فى التدخين هروبا من الحزن وهذا عكس ما أثبته الطب الحديث وان النيكوتين الموجود في السجائر تزيد من الاكتئاب ..
مرحلة التأثير
المهم فى الموضوع ان صاحبنا أراد أن يجرنا معه فى التدخين ولكن بطريقة خبيثة ولئيمة ما كنا معتادين منه هذا الخبث واللؤم…
فتارة ينفخ فى وجهنا دخان السجائر، وتارة يضع السيجارة مشتعلة على المنضدة ليلتفت إليها الجالسين حولها، وتارة يقول لنا خدلك نفس…
وفعلا نجح فى ذلك فى البداية. فكنا نخمس فى السيجارة اربع او خمس افراد، ثم تقلص الى ثلاثة، ثم اثنين، ثم كل واحد سيجارة.
طبعا اخذ وقت حتى وصلنا الى هذه الدرجة. درجة أننا نعتبرها كمال وتمام الرجولة.
وكان الأخ كريم معنا أكثر من اللازم حيث أن كل شئ كان على حسابه.
وعندما أيقن أننا لا نستغني عن السيجارة وأنها تمكنت منا و هزمتنا؛ بدأ يظهر الوجه الآخر لنا ويقول انت عليك علبة السجائر اليوم وانت عليك غدا وهكذا إلى أن امتنع هو عن الشراء تماما وبدا يدخن على قفا وجهل وتغييب الآخرين.
مرحلة الإستفاقة
وعندما استفاق منا من استفاق؛ كان الوقت متأخرا وخاصة واننا على ابواب الامتحانات.
فالسجارة وكوب الشاى لا يفارقوننا في كل مكان من السكن، وفى كافتيريا الكلية، والقهاوى فى الشوارع …..
الخلاصة
يقول المثل: قل لى من اصدقائك؛ اقل لك من انت.
سبحان الله!
اللهم احفظنا من اصدقاء السوء
اللهم آمين
جزاكم الله خيرا على الإفادة.
لكن ما معنى “كنا نخمس فى السيجارة” ؟
مصطلح يعرفة المدخنين وخاصة المبتدئين ……………وهو خمس افراد يدخنون سجارة واحدة
وكيف انطلت عليكم حيلته البسيطة هذه ؟
هل استغل ثقتكم فيه ؟
نعم ولذلك لا بد من الانسان يفرق بين الثقة وبين الصواب والخطأ ….
ومن تثق فية فقد يضرك بقصد ان كانت الثقة فى غير محلها،
وقد يضرك بدون قصد كالدبة التى قتلت صاحبها، عندما رأت ذبابة على رأسه، فأرادت أن تبعدها عنه.
لذلك لا تتعامل بالثقة فقط انما أنصح بالتعامل بالوعى.