حينما يكون هناك موسم تجاري… تجد التجار في أول الموسم يجتهدون … ثم في وسط الموسم تجد المنافسة في أوجها حيث يحمى وطيس الأسعار و العروض … أما في نهاية الموسم؛ فتجد العروض التي لا ترفض …
هكذا معظم المواسم …
ورمضان هو من ضمن هذه المواسم … لكنه ليس موسم تجاري بشري إنه موسم تجاري مع الله …
ها نحن على آخره …
فرصة عظيمة لمن أحسن فيما سبق أن يزيد إحسانا.
وفرصة عظيمة لمن كان غافلا إلى الآن أن يبدأ ويلحق بركب الفائزين.
ما الذي ينبغي علينا استشعاره؟
لنستشعر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي غفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان يجتهد!
ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ” كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره ” البخاري (1920) ومسلم (1174) زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره.
شد مئزره كناية عن الجد و الاجتهاد و الاستعداد الكامل وتطويع الظروف لهذه الفترة البالغة الأهمية.
فعيب علينا نحن الذين لا نعلم مصيرنا أن نتكاسل عن العمل والاجتهاد.
لنستشعر أن ليلة القدر بين هذه الليالي ولابد.
نسأل الله أن نكون من المذكورين في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. ))
لنستشعر أيها الأحباب خطورة الخسران في هذا الشهر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( صعِد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المنبرَ ، فقال : آمين ، آمين ، آمين ، فلمَّا نزل سُئل عن ذلك ، فقال : أتاني جبريلُ ، فقال : رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له ، قُلْ : آمين ، فقلتُ : آمين ، ورغِم أنفُ امرئٍ ذُكِرتَ عنده فلم يُصلِّ عليك ، قُلْ : آمين ، فقلتُ : آمين ، ورغِم أنفُ رجلٍ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُغفرْ له ، قُلْ : آمين ، فقلتُ : آمين ))
ما الذي ينبغى علينا أن نتذكره؟
لنتذكر أن التعب يزول لكن النتيجة تبقى.
يقول الله سبحانه وتعالى {( وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ الله يَعْلَمُهُ )}
يقول الله سبحانه وتعالى {( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )}