وذروا ظاهر الإثم وباطنه

وذروا ظاهر الإثم وباطنه1 دقيقة للقراءة

وذروا ظاهر الإثم وباطنه ؟!!

قال الله -تعالى- :

{وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ} [الأنعام : 120]

حينما نتحدث عن تفسير قوله تعالى وذروا ظاهر الإثم وباطنه ؛ نجد أن الآية واضحة وضوح عجيب لا أعرف كيف أعقّب عليها.
فهي قد شملت المعنى شمولًا دقيقًا.
لكن دعونا نُلقي الضوء على بعض النقاط فيها.

 ما هو الإثم أصلًا حتي نذره؟ 🤔

 الإثم: جميع المعاصي، التي تؤثم العبد،
أي: توقعه في الإثم والحرج من الأشياء المتعلقة بحقوق الله وحقوق عباده. فهو الذنب الموجب للعقوبة الدنيوية أو الأخروية أو كليهما.

والإثم يتضح معناه  في حديثٍ للنبي_صلى الله عليه وسلم_:
[( البر؛ حسن الخلق. والإثم؛ ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس.)] رواه مسلم

  ما ظاهر الإثم وما وباطنه؟

قال مجاهد : ظاهر الإثم ما يعمله بالجوارح من الذنوب ،
وباطنه ما ينويه ويقصده بقلبه.  

وأيضًا ظاهر الإثم :الإعلان بالمعصية والمجاهرة بها ،
و باطن الإثم: الإستتار بها وفعلها في الخفاء.

إذن؛ كيف نحقق معنى قوله تعالى وذروا ظاهر الإثم وباطنه ؟

ولا يتم ترك المعاصي الظاهرة والباطنة، إلا بعد معرفتها.
و لا تتم المعرفة إلا بالبحث عن هذه المعاصي و ملاحظتها في التصرفات اليومية للإنسان.
و يكون مجال البحث مركز على كلا من القلب و البدن.

هل تفسير “وذروا ظاهر الاثم وباطنه” له هذه الأهمية ؟

طبعا. فالعلمُ بذلك واجب متعين على المكلف.
لأن الأمر “ذروا” للوجوب.
وبما أن القاعدة الفقهية تنص على أنه ما لا يتحقق الواجب إلا به فهو واجب ؛ فتفسير ظاهر الإثم و باطنه في أفعالك و أقوالك و مشاعرك و أحوالك واجب أيضا.
لأنك حينما تفسر ذلك في نفسك ؛ تستطيع بسهولة تجنب ما يجب تجنبه.

و ليس مفاجأ لنا أن نرى كثيرًا من الناس تخفى عليه كثير من معاصيه. خصوصا معاصي القلب كالكبر ،والعجب، والرياء، ونحو ذلك.
حتى إنه يكون به كثير منها، وهو لا يحس بها ولا يشعر.

و أيضا ليس مفاجأ لنا أن نرى كثيرًا من الناس من تخفى عليه معاصي البدن!! مع أنها من المفترض أن تكون واضحة!
لكن البعد عن التفقه في الدين و الإختلاط بأمور الدنيا دون تنقية النفس منها بأمور الآخرة ؛ له سبب أساسي في أن أوضح المعاصي قد يكون الإنسان على جهل أنه يرتكبها.

فالإعراض عن العلم يؤدي ولابد إلى عدم نقاء البصيرة.

من مقولات الـ شيخمهندس

ظاهر الإثم

لنحذر كل الحذر من ظاهر الإثم.
وهو يحتمل معانٍ عديدة كما قرأت سابقا في بداية المقال.
لكن المعنى الأشد خطورة هو المجاهرة بالمعصية.
فالمجاهرة بالمعصية أشد من المعصية نفسها.

قال الله تعالى:  {لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [ النساء : 148 ]

وروى البخاري ومسلم من حديث سالم بن عبدالله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: 
«كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين.
وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرَّجلُ بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملتُ البارحة كذا وكذا.
وقد بات يستره ربُّه، ويُصبِح يكشف سترَ الله عنه»

وتكون المجاهرة بأحد معنيين:
1- عمل المعصية في الخفاء ، ثم التحدث و الإخبار عنها علنا من باب الفخر.
2- عمل المعصية نفسها في العلن من باب الفخر بها والتحدي.

وكلاهما من المجاهرة المذمومة والتي تؤدي لعواقب وخيمة ليست على لإنسان نفسه فقط ، بل و تتعدى هذه العواقب لمجتمعه في حالة عدم النكران عليه.

هناك معنى لظاهر الإثم أخبرنا به الـ شيخمهندس في إحدى محاضراته ، وهو:

يحتمل أن يكون ظاهر الإثم أيضا كل ما هو معروف من الذنوب بلا شبهه. وباطن الإثم ؛ هو كل ما فيه شبهة.

فتجد بعض الناس له معاص قد تكون شبهة و قد يكون فيها كلام فقهي. فهذا قد يُلتمس له شيئا.

لكن ذلك الذي يفعل المعصية الواضحة الصريحة و التي لا يختلف عليها طفلان من المسلمين فضلا عن ناضجان ؛ قد وصل لمرحلة خطيرة من التعدي.

فعلى الأقل .. أضعف الإيمان.. إن كنت واقع في الشبهات ؛ دع ما هو واضح من المنكرات.

لكن الأسلم طبعا هو ترك الظاهر من الذوب و الباطن ، أي ترك البين من الحرام و ترك الذي فيه شبهة الحرام.

مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم :

[( إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ…. )]

شيخمهندس

باطن الإثم

و لنحذر كل الحذر أيضا من باطن الإثم.
وقد علمت مما قرأت سابقا أن له معانٍ عديدة.
لكن أخطر معنى هو ذنوب القلب.

يكفي في ذلك ما رواه مسلم وأحمد وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس. 

سبحان الله .. معاصي الجوارح قد تكون تقاس بالمَرَّة… بينما معاصي القلوب تقاس بالذرة !

شيخمهندس

كل ما له علاقة بالقلب و النوايا و الدوافع من الكبر .. الحسد .. الغرور … سوء الظن …الخ
لنحذر كل الحذر منها لأن وقعها على النفس شديد ، و المعافاة منها تحتاج لمجهود فريد.

دمتم بعيدين كل البعد عن الإثم 

دمتم بعيدين عن الهم  والغم 

دمتم شاكرين للنِعم

دمتم مرفوعي الهمم

********
لا تتردد في نشر هذا المحتوى إن كنت تظن أنه قد يفيد من حولك ..
ولا تتردد كذلك بمتابعة الصفحة على الفيسبوك عن طريق :
الدخول إليها و الإعجاب بها…
حتى يأتيك إشعار بالمقالات الجديدة.
********

أم ياسر
أم ياسر
المقالات: 10

ما هو تعليقك ؟

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.